فقال: إني رأيت مساجدكم لاهية، وأسواقكم لاغية، والفاحشة في فِجاجكم عالية، فكان فيما هنالك عما أنتم فيه عافية، ثم قال: ومن بقي إنما بقي شامتٌ بنكبة، أو حاسد على نعمة، قالوا: فهذا عروة يخبر عن المدينة بما ذكرنا، فكيف يُحتج بشيء من عمل أهلها، لا دليل عليه؟
قال ابن عبد البرّ: والذي أقول به أن مالكًا - رَحِمَهُ اللهُ - إنما يحتج في "الموطأ" وغيره بعمل أهل المدينة، يريد بذلك عمل العلماء، والخيار، والفضلاء، لا عمل العامة السوداء. انتهى كلام ابن عبد البرّ - رَحِمَهُ اللهُ - (١)، وهو تحقيقٌ نفيسٌ جدًّا، والله تعالى أعلم.
وبالسند المتّصّل إلى المؤلّف - رَحِمَهُ اللهُ - أوّل الكتاب قال:
[تنبيه]: رواية سفيان بن عيينة عن الزهري ساقها النسائيّ - رَحِمَهُ اللهُ - في "سننه"، فقال:
(٩٣٦٧) - أخبرنا قتيبة بن سعيد، قال: ثنا سفيان، عن الزهريّ، عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف، قال: سمعت معاوية، وهو على المنبر بالمدينة، وأخرج من كُمّه قُصّة من شعر، فقال: يا أهل المدينة أين علماؤكم؟ سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينهى عن مثل هذه، وقال:"إنما هلكت بنو إسرائيل حين اتخذ نساؤهم مثل هذا". انتهى (٢).
ورواية يونس عن الزهريّ ساقها الترمذيّ - رَحِمَهُ اللهُ - في "جامعه"، فقال: