اسمان أضيفا إلى "أُذُنيّ" بالتثنية، قال ابن الأثير - رَحِمَهُ اللهُ -: البصر هنا بمعنى الإبصار، يقال: بَصُرَ ربه بَصَرًا، ومنه الحديث:"بصُر عيني، وسمع أذني"، وقد تكرّر هذا اللفظ في الحديث، واختُلف في ضبطه، فرُوي بَصُرَ، وسَمِعَ، وبصَّرَ، وسَمَّعَ، وبصرٌ، وسَمْعٌ، على أنَّهما اسمان. انتهى (١).
قال الجامع عفا الله عنه: فعلى رواية: "بَصَرُ عينيّ" بلفظ المصدر يكون "بصرُ"، خبرًا لمحذوف؛ أي: هذا بَصَرُ عينيّ؛ أي: مُبْصَرُهما، وكذا قوله:"سَمْع أُذنيّ"، أي: مسموعهما، والله تعالى أعلم.
وبالسند المتّصل إلى المؤلِّف - رَحِمَهُ اللهُ - أوّل الكتاب قال:
١ - (عَبْدَةُ) بن سليمان الكلابيّ، أبو محمد الكوفيّ، يقال: اسمه عبد الرَّحمن، ثقةٌ ثبت، من صغار [٨](ت ١٨٧) أو بعدها (ع) تقدّم في "الإيمان" ٦١/ ٣٣٩.
٢ - (ابْنُ نُمَيْرٍ) هو: عبد الله بن نُمير الْهَمْدانيّ، أبو هشام الكوفيّ، ثقةٌ ثبتٌ، سنّيّ، من كبار [٩](ت ١٩٩)(ع) تقدّم في "المقدمة" ٢/ ٥.
٣ - (أَبُو مُعَاوِيةَ) محمد بن خازم الضرير الكوفيّ، ثقةٌ، أحفظ الناس لحديث الأعمش، وقد يَهِم في حديث غيره، وقد رُمي بالإرجاء، من كبار [٩](ت ١٩٥) وله (٨٢) سنةً (ع) تقدّم في "الإيمان" ٤/ ١١٧.
(١) "النهاية في غريب الحديث والأثر" ١/ ١٣١. (٢) وفي نسخة: "بصُر عيني، وسمع أذني".