واحد، أفاده الفيّوميّ (١). (فَتَكُونُ لَنَا) تلك الفديةُ (قُوَّةً عَلَى الْكُفَّار، فَعَسَى اللهُ أَنْ يَهْدِيَهُمْ لِلإسْلَام، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "ما تَرَى يَا ابْنَ الْخَطَّاب؟ "، قُلْتُ: لَا)؛ أي: لا نأخذ منهم الفدية، ونطلقهم (وَاللهِ يَا رَسُولَ الله، مَا أَرَى الَّذِي رَأى أَبُو بَكْرٍ، وَلَكِنِّي أَرَى أَنْ تُمَكِّنَّا) بتشديد الكاف، والنون، وأصله تُمكّننا بنونين: الأولى لام الكلمة، والثانية نون الضمير، أدغمت الأولى في الثانية، وهو جائز في سعة الكلام. (فَنَضْرِبَ) بالنصب عطفًا على المنصوب، (أَعْنَاقَهُمْ، فَتُمَكِّنَ عَلِيًّا)؛ أي: ابن أبي طالب (مِنْ عَقِيلٍ) بفتح العين، وكسر القاف، هو أخو عليّ، (فَيَضْرِبَ عُنُقَهُ، وَتُمَكِّنِّي مِنْ فُلَانٍ) قال صاحب "التنبيه": لا أعرفه (٢). (نَسِيبًا لِعُمَرَ)؛ أي: قريبًا لعمر بن الخطّاب - رضي الله عنه -، (فَأَضْرِبَ عُنُقَهُ، فَإِنَّ هَؤُلَاءِ أَئِمَّةُ الْكُفْر، وَصَنَادِيدُهَا) قال النوويّ - رَحِمَهُ اللهُ -: يعني أشرافها، الواحد صِنْدِيد، بكسر الصاد، والضمير في "صناديدها" يعود على أئمة الكفر، أو مكة. انتهى (٣). (فَهَوِيَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -) بكسر الواو من "هَوِيَ"؛ أي: أحب ذلك، واستحسنه، يقال: هَوِيَ الشيءَ، بكسر الواو، يَهْوَاهُ، بفتحها، هَوًى، والهوى: المحبة، قاله النوويّ (٤).
وأما هَوَى يَهْوِي، من باب ضرب، هُوِيًّا بضمَ الهاء، وفتحها، وهَوَاءً: فإنه بمعنى سقط، وكذا هَوَى يَهْوِي بمعنى ارتفع، من باب ضرب أيضًا، أفاده الفيّوميّ (٥).
(مَا قَالَ أَبُو بَكْرٍ)"ما" اسم موصول مفعول "هَوِيَ"؛ أي: أحبّ النبيّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - القول الذي قاله أبو بكر الصدّيق - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، (وَلَمْ يَهْوَ) بفتح أوله، وثالثه؛ أي: لَمْ يُحِبّ، هكذا هو في بعض النسخ:"ولم يهو"، وفي كثير منها:"ولم يهوى" بالألف، وهي لغة قليلة، إثبات حرف العلّة مع الجازم، ومنه قراءة من قرأ:(إنه من يتّقي ويصبر) بإثبات الياء، ومنه قوله الشاعر: