والقسط: عَقّارٌ معروف في الأدوية، طيّب الريح، تُبخّر به النُّفَسَاء والأطفال. انتهى (١).
وقال أبو بكر ابن العربيّ رحمه الله: القسط نوعان: هنديّ، وهو أسود، وبَحْريّ، وهو أبيض، والهنديّ أشدّهما حرارةً. انتهى (٢).
وقال البخاريّ رحمه الله في "صحيحه": باب السَّعوط بالقُسط الهنديّ، والبحريّ، وهو الكُستُ، مثلُ الكافور، والقافور، ومثلُ كُشطت، وقُشطت: نُزعت، وقرأ عبد الله: قُشطت. انتهى.
قال في في "الفتح": قوله: "وهو الكست" يعني أنه يقال: بالقاف، وبالكاف، ويقال: بالطاء، وبالمثناة، وذلك لقرب كلّ من المخرجين من الآخر، وعلى هذا يجوز أيضًا مع القاف بالمثناة، ومع الكاف بالطاء. انتهى (٣).
وقوله:(وَلَا تُعَذِّبُوا صِبْيَانَكُمْ بِالْغَمْزِ) - بغين معجمة مفتوحة، ثم ميم ساكنة، ثم زاي- معناه: لا تغمزوا حَلْق الصبيّ بسبب الْعُذرة، وهو وجع الحلق، بل داووه بالقُسط البحريّ، وهو العود الهنديّ (٤)، قاله النوويّ (٥).
وفي رواية البخاريّ:"لا تعذبوا صبيانكم بالغمز من العُذْرة، وعليكم بالقسط".
و"الْعُذْرة" -بضم العين المهملة، وسكون الذال المعجمة-: وجع في الحلق يَعتري الصبيان غالبًا، وقيل: هي قُرحة تخرج بين الأذن والحلق، أو في الخرم الذي بين الأنف والحلق، قيل: سُمّيت بذلك؛ لأنها تخرج غالبًا عند طلوع العُذْرة، وهي خمسة كواكب تحت الشِّعرَى العَبور، ويقال لها أيضًا: العذارى، وطلوعها يقع وسط الحرّ.
(١) "النهاية" ٤/ ٦٠. (٢) راجع: "الفتح" ١٣/ ٧٨. (٣) "الفتح" ١٣/ ٧٨ "كتاب الطبّ" رقم (٥٦٩٢). (٤) هذا فيه نظر؛ إذ العود الهنديّ غير القسط البحريّ، كما تقدّم في كلام ابن العربيّ وغيره، فتنبّه. (٥) "شرح النوويّ" ١٠/ ٢٤٢ - ٢٤٣.