وقد تقدّم نفسه قبل أربعة أبواب، و"أحمد بن يونس" هو: أحمد بن عبد الله بن يونس، نُسب لجدّه، و"زهير" هو: ابن معاوية بن حُدَيج.
[تنبيه]: هذا الإسناد من رباعيّات المصنّف - رَحِمَهُ اللهُ -، وهو (٢٦١) من رباعيّات الكتاب.
وقوله:(كُنَّا نُخَابِرُ) أي: نزارع.
وقوله:(فَنُصِيبُ مِنَ الْقِصْرِيِّ) قال النوويّ - رَحِمَهُ اللهُ -: هو بقاف مكسورة، ثم صاد مهملة ساكنة، ثم راء مكسورة، ثم ياء مشدّدة، على وزن الْقِبْطِيّ، هكذا ضبطناه، وكذا ضبطه الجمهور، وهو المشهور، قال القاضي: هكذا رويناه عن أكثرهم، وعن الطبريّ: بفتح القاف والراء، مقصور، وعن ابن الخزايرّ: بضم القاف مقصور، قال: والصواب الأول، وهو ما بَقِي من الْحَبّ في السنبل بعد الدِّيَاس، ويقال له: القُصَارة بضم القاف، وهذا الاسم أشهر من الْقِصْرِيّ. انتهى (١).
وقال القرطبيّ - رَحِمَهُ اللهُ -: "الْقِصْريّ" - بكسر القاف، وسكون الصاد المهملة - هي الرواية الصحيحة، وهو ما يبقى من الحبوب في سُنبله بعد الدوس، وهي لغة شاميّةٌ، قاله ابن دُريد، وقد قيّده بعضهم بفتح القاف مقصورًا، وبعضهم بضمّها مقصورًا. انتهى (٢).
وقال المجد - رَحِمَهُ اللهُ -: الْقِصْرَى، بالكسر، والْقَصَرُ، والْقَصَرَةُ محرّكتين، والْقُصْرَى، كبُشْرَى: ما يبقى في الْمُنْخُل بعد الانتخال، أو يَخْرُج من القتّ بعد الدَّوْسة الأولى، أو الْقِشْرة العليا من الحبّة. انتهى (٣).
والمراد من قوله:"فنُصيب من الْقِصْريّ، ومن كذا" على ما فسّره الزمخشري في "الفائق" أن ربّ الأرض كان يشترط على المزارع أن يزرع له خاصّةً ما تسقيه الجداول والربيع، وأن تكون له القصارة، فنُهي عن ذلك (٤).
ومما يؤيّد هذا التفسير ما أخرجه ابن ماجه في "سننه"، وأحمد في