قوله عز وجل:(فَرُهُنٌ)(٢) يحتمل أن يكون خبر مبتدأ محذوف، أي: فالتوَثُّقُ رُهُنٌ. وأن يكون مبتدأ والخبر محذوف، أي: فعليكم رُهن مقبوضة، أو فرهن مقبوضة تكفي من ذلك.
ويجوز نصبه في الكلام على تقدير: فارتهنوا رُهُنًا.
ورُهُنٌ: يحتمل أن يكون جمع رَهْنٍ، كسُقُفٍ في جمع سَقْفٍ، وأن يكون جمعَ رهان. (ورهانٌ): جمع رَهْن، ككبش وكباش، وكعب وكعاب. والرَّهْنُ في الأصل: مصدر قولك: رهنتُ الشيءَ أرهنُهُ رَهْنًا، وهو هنا بمعنى مرهون، كخَلْقِ اللَّه، وضَرْبِ الأميرِ. وقرئ:(فَرُهْنٌ) بإسكان الهاء (٣)، وهو مخفف من رُهُن.
قوله تعالى:{فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ} لك أن تأتي بهمزة ساكنة بعد الذال فتقول {الَّذِي اؤْتُمِنَ}، وأن تُبْدِلَ منها ياء ساكنة لسكونها وانكسار ما قبلها فتقول:(الَّذِيْتُمِنَ) كما ترى، فالياء التي في اللفظ بدل من الهمزة الساكنة التي هي فاء
(١) سورة الأنعام، الآية: ٣٨. والقول مع شاهده ذكره الرازي في الموضع السابق أيضًا، كما ذكر الزمخشري ١/ ١٦٧ فائدة أخرى، قال: ذَكَرَ (الدين) ليرجع الضمير إليه في قوله: (فاكتبوه) إذ لو لم يذكر لوجب أن يقال: فاكتبوا الدين، فلم يكن النظم بذلك الحسن. وانظر فوائد أخرى في التفسير الكبير. (٢) هذا على القراءة الأخرى الصحيحة، وبها قرأ ابن كثير، وأبو عمرو. وقرأ الباقون: (فرهان) كما هو عليه الضبط في مصحفنا. انظر السبعة/١٩٤/، والحجة ٢/ ٤٤٢ - ٤٤٤، والمبسوط/ ١٥٦/. (٣) هذه قراءة ابن كثير، وأبي عمرو في رواية أخرى عنهما. انظر السبعة والحجة في الموضعين السابقين.