{وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ}: مستأنف لا موضع له من الإعراب، وقيل: موضعه نصب على الحال من الفاعل في {وَاتَّقُوا}، أي: واتقوا الله مضمونًا التعليمُ أو الهدايةُ (١).
وبعد .. فإن قوله عز وجل:{إِذَا تَدَايَنْتُمْ} أي: داين بعضكم بعضًا، يقال: داينتُ الرجلَ، إذا عاملتَهُ بدين مُعْطِيًا أو آخذًا، كما تقول: بايعته، إذا بعتَه أو باعكَ، وأدنتُه أُدينُه إدانةً، إذا بعتَه إلى أجل فصار لك عليه دَين، تقول منه: أَدِنِّي عشرين درهمًا، قال:
١١٥ - نَدينُ وَيَقْضِي اللَّهُ عنّا وقد نَرى ... مَصارعَ قَومٍ لا يَدِينُونَ ضُيَّعَا (٣)
وأدان: استقرض، وهو افتعل.
واختلف في إتيانه تعالى بقوله:{بِدَيْنٍ}.
فقيل: أَتَى به لأجل قطع المجاز؛ لأن التداين قد يكون بمعنى التجازي، يقال: دانه دِينًا، أي: جازاه، ومنه قولهم:"كما تُدينُ تُدانُ"(٤)، أي: كما تُجازِي تُجازَى، فلما كان كذلك قيّد الفعل بقوله:{بِدَيْنٍ}(٥).
(١) التبيان ١/ ٢٣٢. (٢) البيت لأبي ذؤيب، انظره في شرح أشعار الهذليين ١/ ٩٩، ومعاني الزجاج ١/ ٣٦٠، ومعاجم مجمل اللغة ومقاييس اللغة والصحاح كلها في مادة (دين). (٣) البيت للعجير السلولي، وانظره في مجمل اللغة (دين). والمخصص ١٢/ ٢٦٦، وتفسير الرازي ٧/ ٩٤، ولسان العرب (دين). (٤) تقدم تخريجه في سورة الفاتحة. (٥) انظر المحرر الوجيز ٢/ ٣٥٩، وحكاه الرازي ٧/ ٩٥ عن ابن الأنباري.