وقوله:{وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ} أي: الموعود به، ولولا هذا الضمير لم تصح الصفة، إذ لا ذكر يعود إلى الموصوف من صفته.
وقوله:{النَّارِ} جَرٌّ على البدل من {الْأُخْدُودِ}، وهو بدل الاشتمال، كأنه قيل: قُتل أصحابُ الأخدودِ أصحابُ النار، وفيه تقديران، أحدهما: نارها، والألف واللام عوض من الضمير، وهذا مذهب الكوفيين، والبصريون لا يجيزون ذلك. والآخر: النار التي فيها، هذا تقدير البصريين (٦).
وقد جوز أن يكون عطف بيان للأخدود، جُعل الأخدود لحرارته كأنه هو النار بعينها، تشبيهًا ومبالغةً في وصفه بالحرارة.
وقوله:{ذَاتِ الْوَقُودِ} وصف لها بأنها نار عظيمة، إذ قد علم أن النار لا تخلو من حطب، ولكن المراد بذات الوقود: تعظيم أمر ما كان في ذلك الأخدود من الحطب.
(١) من (ب) و (جـ) فقط. وانظر قول الأخفش في معانيه ٢/ ٥٧٥. (٢) الآية (١٢). (٣) معانيه ٥/ ٣٠٧. (٤) انظر هذا القول في إعراب النحاس ٣/ ٦٦٦. (٥) البيان ٢/ ٥٠٥. والقرطبي ١٩/ ٢٨٦. (٦) انظر الوجهين في إعراب النحاس ٣/ ٦٦٦. ومشكل مكي ٢/ ٤٦٧.