والمعنى: ولن أجد من دونه منجىً إلا بلاغًا، أي: لا ينجيني إلا أن أُبلّغ عن الله عز وجل ما أرسلني به.
وأن يكون منصوبًا على المصدر على إضمار فعل، ويكون {إِلَّا} على هذا الوجه منفصلًا من إن (١)، و (إن) للشرط، و (لا) بمعنى (لم)، والتقدير: إني لن يجيرني من الله أحد، ولن أجد من دونه منجىً إنْ لم أبلغ رسالات ربي بلاغًا. {وَرِسَالَاتِهِ}: عطف على {بَلَاغًا}.
وقوله:{فَإِنَّ لَهُ} الجمهور على كسر الهمزة، وقد ذكر وجهه (٢)، وقرئ:(فأن) بفتحها (٣)، على تقدير: فجزاؤه أنَّ له، كقوله:{فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ}(٤) على معنى: فحكمه أن لله خمسه، قاله الزمخشري (٥).
وقوله:{خَالِدِينَ} حال من الضمير في {لَهُ}، وهو في معنى الجمع، والعامل فيها الاستقرار.
قوله عز وجل:{حَتَّى إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ} قيل: {حَتَّى} من صلة
(١) المراد فصل (إن) عن (لا) في (إلا). وانظر مشكل مكي ٢/ ٤١٦. (٢) عند إعراب أول هذه السورة. (٣) قرأها طلحة بن مصرف كما في مختصر الشواذ/١٦٣/. وإعراب القراءات السبع ٢/ ٤٠٠. والمحرر الوجيز ١٦/ ١٤٢. والبحر ٨/ ٣٥٤. (٤) سورة الأنفال، الآية: ٤١. (٥) الكشاف ٤/ ١٥٠.