نعجزه هاربين. وكذا {فِي الْأَرْضِ} في موضع الحال أيضًا: أي: كائنين فيها، وقد جوز أن يكون {هَرَبًا} تمييزًا.
وقوله:{فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلَا يَخَافُ بَخْسًا وَلَا رَهَقًا} الفاء جواب الشرط، أي: فهو لا يخاف، أي: فهو غير خائف، ولذلك دخلت الفاء لأن الكلام في تقدير مبتدأ وخبر، ولولا ذلك لقيل: لا يخف. قيل: وإنما عدل عن الجزم وجيء بالفاء مع تقدير مبتدأ قبل الفصل حتى يقع خبرًا له، ليدل على أن المؤمن ناج لا محالة (١).
وقرئ:(فلا يخفْ) بالجزم (٢). و {بَخْسًا} نقصًا، و {رَهَقًا}: ما يرهقه من المكروه، أي: ما يغشاه.
قوله عز وجل:{تَحَرَّوْا رَشَدًا} التحري طلب الأَحرى، إما من القول أو من الفعل.
وقوله:{مَاءً غَدَقًا} الجمهور على فتح الدال، وهو مصدر غَدِقَ الماء يَغْدَقُ بكسر العين في الماضي وفتحها في الغابر غَدَقًا، إذا غَزُرَ، وصف به الماء، وقرئ:(غَدِقًا) بكسرها (٣)، وهو اسم الفاعل من غَدِقَ، كغَرِقٍ من غَرِقَ (٤).
(١) قاله الزمخشري ٤/ ١٤٨. (٢) قرأها يحيى بن وثاب، والأعمش. انظر مختصر الشواذ / ١٦٣/. والكشاف ٤/ ٤٨/. والمحرر الوجيز ١٦/ ١٣٧. والقرطبي ١٩/ ١٧. (٣) قرأها عاصم في رواية الأعشى كما في مختصر الشواذ /١٦٣/. والمحرر الوجيز ١٦/ ١٣٨. والبحر المحيط ٨/ ٣٥٢. (٤) جعلهما السمين ١٠/ ٤٩٦ لغتين.