وهذا ليس بشيء، لأن ما كان في صلة النفي لا يتقدم عليه. وكذا الكلام في قوله:{قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ}. {تَنْزِيلٌ} أي: هو تنزيل.
وقوله:{بِالْيَمِينِ} يجوز أن يكون من صلة {أَخَذْنَا} وأن يكون في موضع الحال إما من الفاعل أو من المفعول، أي: قاهرًا أو مقهورًا.
وقوله:{فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ}(ما) هنا يجوز أن تكون حجازية، واسمها {مِنْ أَحَدٍ} وخبرها {حَاجِزِينَ} وإنما قيل: حاجزين على الجمع، لأن أحدًا للعموم يستوى فيه الواحد والجمع، والمذكر والمؤنث بشهاة قوله جل ذكره:{لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ}(١) وقوله: {لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ}(٢). و {مِنْكُمْ} صفة لـ {أَحَدٍ} في الأصل، لكنه لما تقدم عليه حُكِمَ على موضعه بالنصب على الحال، وقد صرح به الشاعر في قوله:
و{عَنْهُ} من صلة {حَاجِزِينَ}، والضمير في {عَنْهُ} للرسول عليه الصلاة والسلام، وأن تكون تميمية، و {مِنْ أَحَدٍ} في موضع رفع بالابتداء، و {مِنْ} صلة لتأكيد النفي، و {مِنْكُمْ} خبره، و {حَاجِزِينَ} صفة لـ {أَحَدٍ} على اللفظ.
ويجوز في الكلام (حاجزون) بالرفع على المحل، ولا يجوز أن تكون (ما) حجازية، ويكون {مِنْكُمْ} هو الخبر، لأن خبر المبتدأ إذا تقدم بطل عمل (ما) واستوت فيه اللغتان، فاعرفه فإنه موضع.