على {حَمِيمٌ} أي: ولا له طعام. و {هَاهُنَا} معمول الخبر، وكذا {الْيَوْمَ} ظرف للخبر ومعمول له، ولا يجوز أن يكون، {هَاهُنَا} هو الخبر، لأنه يصير التقدير: ولا طعام ها هنا إلا من غسلين، وذلك لا يصح في المعنى، لأن ثَمَّ طعامًا من غير الغسلين، فخبر (ليس): {لَهُ} ليس إلا، والظرفان كلاهما معمول الخبر، ولا ذكر في واحد منهما إلا أن تجعل {هَاهُنَا} حالًا من المنوي في {لَهُ} فحينئذٍ يكون فيه ذكر.
وقوله:{إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ} من تتمة {حَمِيمٌ}، أي: ليس له حميم إلا من غسلين، على أنَّ الحميمَ الماءُ الحار، ثم قال:{وَلَا طَعَامٌ}، أي: وليس له طعام ينتفع به. وأما من قال: إن الحميم هو الصديق (١)، فيكون الاستثناء منقطعًا. و {غِسْلِينٍ} فِعْلِين من الغِسْل (٢).
قوله عز وجل:{قَلِيلًا مَا تُؤْمِنُونَ} و {قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ} صفة لمصدر محذوف أو لظرف محذوف، و (ما) صلة، أي: تؤمنون إيمانًا قليلًا، أو وقتًا قليلًا، والقلة في معنى العدم، أي: لا تؤمنون شيئًا. وقيل:(ما) ليست بصلة، وإنما هي نافية، أي: ما تؤمنون إيمانًا قليلًا ولا كثيرًا (٣)،
(١) هذا قول جمهور المفسرين، وحكى ابن عطية ١٦/ ١٠٢ الأول عن محمد بن المستنير (قطرب). (٢) وهو ما يُغسل به الرأس. والقول لأبي عبيدة ٢/ ٢٦٨. والأخفش ٢/ ٥٤٨. وانظر الصحاح (غسل). (٣) انظر كونها نافية في الكشاف ٤/ ١٣٦ - ١٣٧. والمحرر الوجيز ١٦/ ١٠٤. وانظر ردًّا عليهما في البحر ٨/ ٣٢٨. والدر المصون ١٠/ ٤٤٠ - ٤٤١. وكونها صلة لغوًا: اقتصر عليه الزجاج ٥/ ٢١٨.