وقيل: الباء للسبب، والمعنى: بسبب أيكم المفتون، أي: المعذب، أي: أبدعائك يا محمد أم بدعائهم؟ (١)
وقوله:{وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ}(فيدهنون) عطف على (تدهن) وليس بجواب للتمني؛ لأنه لو كان كذلك لوجب حذف النون، قال صاحب الكتاب رحمه الله: وزعم هارون أنَّها في بعض المصاحف: (ودوا لو تدهن فيدهنوا) يعني: بالنصب على جواب التمني (٢).
قوله عزَّ وجلَّ:{كُلَّ حَلَّافٍ} أي: كل رجل حلاف، فحذف الموصوف، والحلَّاف: الكثير الحلف في الحق والباطل.
و{مَهِينٍ}: نعت بعد نعت، ويجوز في الكلام نصبه إما على النعت لي {كُلَّ} أو على الذم، ورفعه على هو، وكذا ما بعده من النعوت يجوز فيه الوجهان. و {مَهِينٍ} فعيل، إمَّا من المهانة وهو الجيد، وهي الحقارة، وفعله مَهُنَ يَمْهُنُ بالضم فيهما مَهَانة فهو مَهِينٌ، وإمَّا من المِهْنَةِ وهي الخدمة، والماهِقُ: الخادمُ، وقد مَهَنَ القومَ يمهنهم بالفتح فيهما مَهْنَةً، أي: خدمهم، فهو ماهن القوم، أي: خادمهم، فمهين: فعيل إما بمعنى مفعول كقتيل وحقير، وإما بمعنى فاعل كرحيم إذا كان بمعنى راحم.
{هَمَّازٍ} عيَّاب، من هَمَزَه يَهْمِزُهُ بفتح العين في الماضي وكسرها في
(١) انظر هذه الأقوال في إعراب النحاس ٣/ ٤٨٢. ومشكل مكي ٢/ ٣٩٧. والقرطبي ١٨/ ٢٢٩. (٢) انظر الكتاب ٣/ ٣٦. وهارون هو ابن موسى الأزدي البصري، روى عن أبي عمرو، والخليل وغيرهما، توفي قبل المائتين. ألّف في القراءات وتتبع الشاذ منها.