سكن. و (يهْدَ) بفتح الدال (١)، والأصل: يَهْدَأ، ثم يهدا، ثم يَهْدَ، كقولهم: لَمْ يَقْرَ فلان القرآن، فاعرفه فإن فيه أدنى غموض. و (يهدا) على التخفيف، و (يهدّ قلبه)(٢) بمعنى يهتد. و (يُهْد) بضم الياء وفتح الدال على البناء للمفعول ورفع القلب ونصبه (٣)، أما رفعه فظاهر، وأما نصبه فكقوله عز وجلَّ:{سَفِهَ نَفْسَهُ}(٤) على مذهب أبي الحسن، لأنه قال معناه: سفه في نفسه، فلما سقط حرف الجر نصب ما بعده، كقوله عزَّ وجلَّ:{وَلَا تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكَاحِ}(٥) أي: على عقدة النِّكَاح، والمعنى: يُهد إلى قلبه (٦).
قوله عزَّ وجلَّ:{وَأَنْفِقُوا خَيْرًا لِأَنْفُسِكُمْ} انتصاب {خَيْرًا} عند صاحب الكتاب بمضمر يدلُّ عليه {أَنْفِقُوا}، أي: وأتوا خيرًا لأنفسكم، وذلك أنه لما قال: وأنفقوا، دل على أنَّه أمرهم أن يأتوا فعل خير (٧).
(١) قرأها عمرو بن فائد كما في المختصر. والبحر ٨/ ٢٧٩. والدر المصون ١٠/ ٣٤٩. (٢) ذكرها الزمخشري ٤/ ١٠٦ دون نسبة. (٣) أما مع رفع القلب: فهي قراءة عكرمة كما في إعراب النحاس ٣/ ٤٤٧. وأبي جعفر، والسلمي كما في مختصر الشواذ ١٥٧ - ١٥٨. وعلي - رضي الله عنه -، والسلمي كما في زاد المسير ٨/ ٢٨٤. وأضافها القرطبي ١٨/ ١٣٩ إلى قتادة أيضًا. وأما مع نصب القلب: فذكرها الزمخشري ٤/ ١٠٦. (٤) سورة البقرة، الآية: ١٣٠ (٥) سورة البقرة، الآية: ٢٣٥. (٦) إلى قلبه. من (أ) و (ب). وفي (ط): في قلبه. وكذا هو في الكشاف ٤/ ١٠٦. لكن قال الزمخشري: يجوز أن يكون المعنى أن الكافر ضال عن قلبه، بعيد منه، والمؤمن واجد له، مهتد إليه. وهذا يرجح ما ثبت في الأصل، والله أعلم. (٧) انظر مذهب سيبويه في كتابه ١/ ٢٨٢. وإعراب النحاس ٣/ ٤٤٨. ومشكل مكي ٢/ ٣٨٣.