ويجوز في الكلام:(الجُمَعَة) بفتح الميم (٢)، على معنى: يوم الوقت الجامع، على نسب الفعل إليها، كأنها تجمع الناس، كقولهم: رجل لُعَنَةٌ، إذا كان يلعن الناس (٣).
قوله عزَّ وجلَّ:{وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا} إنما كُني عن الأول دون الثاني عَكْسُ ما في التوبة في قوله: {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا}(٤) لأنَّ ميلهم كان إلى التجارة على ما فسر (٥). وقيل: في الكلام حذف تقديره: وإذا رأوا تجارة انفضوا إليها، وإذا رأوا لهوًا انفضوا إليه، فحذف أحدهما لدلالة المذكور عليه (٦).
وقوله:{وَتَرَكُوكَ قَائِمًا} انتصاب قوله: {قَائِمًا} على الحال. والله تعالى أعلم بكتابه.
هذا آخر إعراب سورة الجمعة
والحمد لله وحده
(١) كذا في الصحاح (عرب). وانظر أسماء أيام الأسبوع كاملة في النكت والعيون ٦/ ٩. (٢) هي لغة بني عقيل كما في معاني الفراء ٣/ ١٥٦. وإعراب النحاس ٣/ ٣٢٩. وقال ابن خالويه / ١٥٦/: لَمْ يقرأ بها أحد. قلت: نسبها ابن الجوزي ٨/ ٢٦٢ إلى أبي مجلز، وأبي العالية، والنخعي، وعدي بن الفضل عن أبي عمرو. (٣) انظر معاني الفراء ٣/ ١٥٦. ومعاني الزجاج ٥/ ١٧١. وإعراب النحاس ٣/ ٤٦٩. (٤) آية (٣٤) منها. (٥) قاله الفراء ٣/ ١٥٧. والماوردي ٦/ ١٢. والبغوي ٤/ ٣٤٦. (٦) هذا قول الزجاج ٥/ ١٧٢. ونسبه النحاس ٣/ ٤٣١ إلى المبرد.