قوله عزَّ وجلَّ:{مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ} في (من) هنا أوجه، أحدها: صلة، أي: إذا نودي يوم الجمعة (٢). والثاني: بمعنى (في)، أي: في يوم الجمعة (٣). والثالث: للتبعيض، والتقدير: إذا نودي لوقت الصلاة من يوم الجمعة (٤). والرابع: هو بيان لـ {إِذَا} وتفسير له (٥).
والجمهور على ضم ميم {الْجُمُعَةِ}. وقرئ: بإسكانها (٦)، والضم هو الأصل، والإسكان تخفيف.
وسميت الجمعة جمعة، لاجتماع الناس فيها للصلاة، وكانت العرب
(١) في هذا الحرف قراءتان: الأولى بدون (فإنه) كاملة وهذه هي التي نسبت إلى ابن مسعود - رضي الله عنه - كما في معاني الفراء ٣/ ١٥٦. والكشاف ٤/ ٩٧. والمحرر الوجيز ١٦/ ١٠. وزاد المسير ٨/ ٢٦١. والتفسير الكبير ٣٠/ ٧. أما الثانية فبدون الفاء فقط كما قال المؤلف، وهي لزيد بن علي كما في الكشاف الموضع السابق، والبحر المحيط ٨/ ٢٦٧. والدر المصون ١٠/ ٣٣٠. (٢) لَمْ أجد من نص على هذا الوجه. (٣) اقتصر صاحب البيان ٢/ ٤٣٨. والتبيان ٢/ ١٢٢٣. والقرطبي ١٨/ ٩٧ على هذا الوجه. (٤) انظر هذا الوجه في تفسير الرازي ٣٠/ ٨. وحكاه الالوسي ٢٨/ ٩٩ عن أبي البقاء. (٥) هذا قول الزمخشري ٤/ ٩٧. (٦) قرأها الأعمش، انظر معاني الفراء ٣/ ١٥٦. وجامع البيان ٢٨/ ١٠٢. وإعراب النحاس ٣/ ٤٢٩. ومختصر الشواذ / ١٥٦/. ومعالم التنزيل ٤/ ٣٤١. والمحرر الوجيز ١٦/ ١١. ونسبت في زاد المسير ٨/ ٢٦٢ إلى السلمي، وأبي رجاء، وعكرمة و ... أيضًا.