إذا قالت حَذامِ فصدقوها ... فإن القول ما قالت حَذامِ
تعضده قراءة من قرأ:(آمنوا بالله ورسوله وجاهدوا) على لفظ الأمر وهو ابن مسعود رضي الله عنه (١)، قيل: وإنما جيء به على لفظ الخبر للإيذان بوجوب الامتثال، وكأنه امتثل، فهو يخبر عن إيمان وجهاد موجودين، كما تقول: غفر الله لزيد ويغفر الله له.
وعن زيد بن علي رضي الله عنه:(تؤمنوا وتجاهدوا) مجزومين (٢) على إضمار لام الأمر، كقوله:
وقوله:{وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا} يجوز أن تكون في موضع جر عطفًا على {تِجَارَةٍ}، أي: هلْ أدلكم على تجارة منجية وعلى تجارة أخرى مُحَبَّةٍ؟ وأن تكون في موضع نصب على تقدير: يغفر لكم ويدخلكم جنات ويؤتكم أخرى، أي نعمة أخرى. وأن تكون في موضع رفع بالابتداء وخبره محذوف، أي: ولكم إلى هذه النعمة من الغفران والثواب في الآجلة نعمة أخرى (٤)، ثم فسرها بقوله:{نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ}، أي: هي نصر من الله فـ {نَصْرٌ} خبر مبتدأ محذوف.
= ٣/ ٤٢٣. ومشكل مكي ٢/ ٣٧٤. والمحرر الوجيز ١٥/ ٥٠٩. (١) انظر قراءته في معاني الفراء ٣/ ١٥٤. ومختصر الشواذ/ ١٥٦/. ومشكل مكي، والمحرر الوجيز الموضعين السابقين، والكشاف ٤/ ٩٤. والقرطبي ١٨/ ٨٧. (٢) انظر قراءته في الكشاف والقرطبى الموضعين السابقين. والبحر ٨/ ٢٦٣. (٣) اختلف في قائله، فقيل: لأبي طالب، وقيل: لحسان، وقيل لغيرهما وتمامه: .............. كل نفس ... إذا ما خفت من شيء تبالا وانظره في الكتاب ٣/ ٨. والمقتضب ٢/ ١٣٢. والمخصص ١٧/ ١٤٧. وأمالي ابن الشجري ٢/ ١٥٠. والإنصاف ٢/ ٥٣٠. وشرح شذور الذهب/ ٢١١/. (٤) انظر الأوجه الثلاثة لإعراب (أخرى) في المحرر الوجيز ١٥/ ٥١٠. والجر للأخفش ٢/ ٥٤١. والرفع للفراء ٣/ ١٥٤.