قوله عز وجل:{وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ} يجوز أن تكون الباء من صلة (جاءت)، كما تقول: جئت بفلان، أي: أحضرته، فهي للتعدية، وأن تكون من صلة محذوف على أنها باء الحال، أي: جاءت سكرة الموت ومعها الحق، كقولك: خرج بسلاحه، أي: وسلاحه عليه.
وقرئ:(وجاءتْ سكرةُ الحقِّ بالموتِ)(٤) على إضافة السكرة إلى الحق، أي: سكرة ما يراه عند المعاينة من ظهور الحق فيما كان الله تعالى قد
(١) انظر قول المبرد في إعراب النحاس ٣/ ٢١٦. ومشكل مكي ٢/ ٣٢٠. (٢) سورة التحريم، الآية: ٤. وهذا القول للفراء، والأخفش. انظر معاني الفراء ٣/ ٧٧. وإعراب النحاس، ومشكل مكي الموضعين السابقين. (٣) انظر النكت والعيون ٥/ ٣٤٧. ومعالم التنزيل ٤/ ٢٢٢. والكشاف ٤/ ٢١. (٤) قرأها أبو بكر الصديق، وأبي بن كعب، وابن مسعود، وسعيد بن جبير، وطلحة -رضي الله عنهم-. انظر معاني الفراء ٣/ ٧٨. وجامع البيان ٢٦/ ١٦٠. وإعراب النحاس ٣/ ٢١٧. ومختصر الشواذ / ١٤٤/. والمحتسب ٢/ ٢٨٣. والكشاف ٤/ ٢١. والمحرر الوجيز ١٥/ ١٧٣.