قوله عز وجل:{ومَغَانِمَ كَثِيرَةً} عطف على قوله: {وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا} أي: وأثابهم الله مغانم كثيرة، أو: وأثابكم، على قراءة من قرأ:(تأخذونها) بالتاء النقط من فوقه وهو يعقوب (١). والإثابة: المجازاة.
وقوله:{وَعَدَكُمُ اللَّهُ مَغَانِمَ كَثِيرَةً} أي: أَخْذَ مغانم، أو حيازة مغانم، فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه، وهو ما يفيء على المؤمنين مع الرسول -صلى الله عليه وسلم- وبعده إلى يوم القيامة على ما فسر (٢).
وقوله:{وَلِتَكُونَ آيَةً} إما عطف على محذوف، أي: فجعل لكم هذه الغنيمة، وكف بأس الأعداء لتنتفعوا بها، أو لينفعكم بها، ولتكون تلك الغنيمة أو تلك الكفة آيةً للمؤمنين، أي: علامةً لهم دالةً على صدقك. وإما من صلة محذوف، أي: ولتكون تلك آيةً لهم فَعَلَ ذلك.
قوله عز وجل:{وَأُخْرَى} يجوز أن تكون في موضع نصب، أي: ووعدكم الله مغانم أخرى، أو فتوحًا أخرى، دل عليهما ما قبله، أو: وقُرىً
(١) انظر قراءته -وليست من العشر- من طريق رويس، وبها قرأ الأعمش، وطلحة، ورواية عن نافع في المحرر الوجيز ١٥/ ١٠٧. والبحر ٨/ ٩٦ - ٩٧. والدر المصون ٩/ ٧١٤. وقد صحفت القراءة في مختصر الشواذ / ١٤٢/. (٢) انظر جامع البيان ٢٦/ ٨٩.