قوله عز وجل:{إِنْ يَسْأَلْكُمُوهَا فَيُحْفِكُمْ تَبْخَلُوا وَيُخْرِجْ}(فيحفكم) عطف على فعل الشرط، وعَلَمُ الجزمِ حَذْفُ الياء، و {تَبْخَلُوا} جواب الشرط. و {يُخْرِجْ}: عطف عليه. والإحفاء: المبالغة في كل شيء والاستقصاء فيه، يقال: أحفى في المسألة، إذا ألَحَّ وبالغ فيها، ومنه أحفى شاربه: استأصله، والمنوي في {يُخْرِجْ} لله جل ذكره، تعضده قراءة من قرأ:(ونُخْرج) بالنون، وهو يعقوب (١)، أو للبخل لأنه سبب الضغن. أو للسؤال (٢).
وقرئ:(وَتَخْرُجْ) بتاء مفتوحة وضم الراء (أضغانُكم) بالرفع على الفاعلية (٣).
وعن أبي عمرو: و (يُخْرِجُ) بالرفع (٤)، على القطع مما قبله والاستئناف، أي: وهو يخرج أضغانكم على كل حال.
قوله عز وجل:{هَاأَنْتُمْ هَؤُلَاءِ} يحتمل أوجهًا: أن يكون {هَاأَنْتُمْ} مبتدأ خبره {هَؤُلَاءِ}، أي:(أنتم) و (ها) للتنبيه، وإنما كرر لتأكيد التنبيه،
(١) وتنسب أيضًا لابن عباس، وابن مسعود -رضي الله عنهم-، انظر مختصر الشواذ/ ١٤١/. والمحرر الوجيز ١٥/ ٨٢. وزاد المسير ٧/ ٤١٤ - ٤١٥. والقرطبي ١٦/ ٢٥٧. (٢) الأوجه الثلاثة في المحرر الوجيز ١٥/ ٨٢ أيضًا. (٣) قرأها ابن عباس، وأُبي بن كعب -رضي الله عنهم-، وابن سيرين، وابن السميفع، وابن محيصن، والجحدري، وآخرون. انظر مختصر الشواذ، وزاد المسير، والقرطبي المواضع السابقة. (٤) رواية عن عبد الوارث عن أبي عمرو. انظرها فى مختصر الشواذ/ ١٤١/. والمحتسب ٢/ ٢٧٣. والمحرر الوجيز ١٥/ ٨٢.