وقوله:{أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} يجوز أن تكون {أَمْ} هنا متصلة، على معنى: أفلا يتدبرون القرآن فيعلموا أم يتدبرون فلا يعلمون للإقفال. وأن تكون منقطعة بمعنى (بل) وهمزة الاستفهام، أي: بل أَعَلَى قلوب أقفالها فلا يتوصل إليها ذكر؟ وقرئ:(إقفالها) بكسر الهمزة على أنه مصدر (١).
قوله عز وجل:{إِنَّ الَّذِينَ} نهاية اسم {إِنَّ}: {الْهُدَى}، وفي خبرها وجهان:
أحدهما:{الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ}، كما تقول: إنَّ زيدًا عمرٌو مرّ به.
والثاني: محذوف، أي مُعَذَّبون، فيوقف على هذا على {الْهُدَى}.
وقوله:{وَأَمْلَى لَهُمْ} قرئ: بفتح الهمزة واللام على البناء للفاعل (٢) وفيه وجهان:
أحدهما: هو الله جل ذكره، على أن الكلام تم عند قوله:{سَوَّلَ لَهُمْ}، ثم تبتدئ:{وَأَمْلَى لَهُمْ}، أي: وأَملَى الله لهم، أي: أمهلهم وأَخَّر العذاب عنهم توسعة عليهم ليتمادوا في طغيانهم.
والثاني: الشيطان، عطفًا على {سَوَّلَ} والمعنى: زَيَّنَ لهم ركوبَ المعاصي وأَمْلَى لهم، أي: ومَدَّ لهم في الآمال والأماني وغَرَّهم.
= ٩/ ٧٠١. دون ضبط من السمين أيضًا. وممن ذكرها أيضًا دون ضبط أبو حيان ٨/ ٨٢. والآلوسي ٢٦/ ٦٩ لكنهما قالا: مبنيًا للمفعول. (١) كذا هذه القراءة في الكشاف ٣/ ٤٥٨. والبحر ٨/ ٨٣. والدر المصون ٩/ ٧٠٢ دون نسبة. (٢) هذه قراءة الجمهور غير أبي عمرو، ويعقوب كما سيأتي.