قوله عز وجل:{وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَهُمْ} يجوز أن يكون {الَّذِينَ} في موضع رفع بالابتداء، والخبر مخذوف دل عليه ما بعده، أي: فأتعسهم الله، وأن يكون في موضع نصب بفعل دل عليه ما بعده، والمقدير: أتعس الذين كفروا، و (تعسًا) منصوب على المصدر، والتقدير: والذين كفروا فأتعسهم الله فتعسوا تعسًا، أي: عثروا عثارًا، والتعس: العثرة في اللغة، وقوله: تعسًا له، خلاف لعًا له، قال الأعشى:
يعني العثر والانحطاط أقرب لها من الانتعاش والثبوت (٢).
وقوله:{وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ} عطف على الفعل المحذوف المقدر المذكور آنفًا.
وقوله:{ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ} ابتداء وخبر، أي: ذلك التعس والإضلال كائن بسبب أنهم كرهوا المُنْزَل.
وقوله:{فَيَنْظُرُوا} يجوز أن يكون مجزومًا عطفًا على {أَفَلَمْ يَسِيرُوا}، وأن يكون منصوبًا على جواب الاستفهام بإضمار (أن).
(١) كذا عجز هذا البيت في الكشاف ٣/ ٤٥٤. وأنثده الجوهري (لعا) كاملًا هكذا: بذاتِ لَوْثٍ عَفَرْناةٍ إذا عَثَرَتْ ... فالتَعْسُ أدنى لها من أن يقال لَعا وانظره أيضًا في العين ٢/ ١٢٣. ونوادر أبي زيد / ٣٨/. وجمهرة اللغة ٢/ ٩٥٢. والمحتسب ١/ ١٤١. والمقاييس ٤/ ٦٥. والمحرر الوجيز ١٥/ ٥٥. (٢) في (ب) و (ج): واللبوث. والذي أثبته موافق للكشاف الموضع السابق، وكلاهما بمعنى الإقامة.