وقوله:{مُنْذِرِينَ} حال، أي محذرين لهم مخالفة الرسول -صلى الله عليه وسلم-. وكذا {مُصَدِّقًا} حال أيضًا، إما من {كِتَابًا} لكونه قد وصف، أو من الذكر في {أُنْزِلَ} وهو الجيد.
قوله عز وجل:{وَلَمْ يَعْيَ} عطف على {خَلَقَ}، وجاز ذلك لأنه ماض في المعنى، لأجل دخول (لم) عليه. والجمهور على إسكان العين وفتح الياء وهو الوجه، لأن نحو هذا تُعَلُّ لامه دون العين، وقرئ:(ولم يَعِي) بكسر العين هاسكان الياء (١)، على إعلال عين الفعل وتصحيح لامه وهو شاذ، أعني إعلال العين وتصحيح اللام، ولم يأت هذا في الفعل إلا في بيت أنشده الفراء:
فأَعَلَّ العينَ وصَحَّحَ اللامَ، ورفع ما لم ترفعْهُ العربُ، وكأن الذي قرأ:(ولم يَعِيْ) شَبَّهَهُ بقوله: (لم يبع)، فحذف العين لسكونها وسكون الياء الثانية، ووزن لم يعي: لم يفل، كما أن وزن لم يبع كذلك، والعين منهما محذوفة لالتقاء الساكنين.
وقوله:{بِقَادِرٍ} في موضع رفع بخبر {أَنَّ}، تعضده قراءة من قرأ:
(١) رويت عن الحسن. انظر المحتسب ٢/ ٢٦٩. والمحرر الوجيز ١٥/ ٤٣. والقرطبي ١٦/ ٢١٩. (٢) انطر هذا الشاهد بدون نسبة في معاني الفراء ١/ ٤١٢. والمحتسب ٢/ ٢٦٩. والقرطبي ١٦/ ٢١٩.