وحَكَى الفراء فيها قراءة أخرى وهي:(وذلك أَفَكُهم) بفتح الهمزة والفاء وضم الكاف، وقال فيه: الإفْكُ والأَفَكُ كالحِذْر والحَذَر (١).
وقوله:{وَمَا كَانُوا يَفْتَرُونَ}(ما) مصدرية معطوفة على قوله: {إِفْكُهُمْ} إذا كان اسمًا، ومعطوفة على {ذَلِكَ} إذا كان فعلًا، أو على المنوي فيه، وقام الضمير المنصوب مقام التأكيد (٢).
قوله عز وجل:{وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ} عطف على قوله: {وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ} أي: واذكر إذ صرفنا إليك نفرًا، أي: أَمَلْناهم إليك وأَقْبَلْنا بهم نحوك. و {مِنَ الْجِنِّ}: صفة لنفر، وكذلك {يَسْتَمِعُونَ} نعت لهم، وإن شئت جعلتها حالًا من الذكر الذي في {مِنَ الْجِنِّ} أو من نفر لكونهم قد وصفوا.
وقوله:{فَلَمَّا حَضَرُوهُ} الضمير المنصوب للقرآن، أو لاستماعه، أو للرسول -صلى الله عليه وسلم-.
وقوله:{قَالُوا} أي: قال بعضهم لبعض. {أَنْصِتُوا}، أي: اسكتوا لسماع القرآن.
(١) معاني الفراء ٣/ ٥٦. وعنه النحاس ٣/ ١٥٩. وابن جني، وابن عطية في الموضعين السابقين. (٢) انظر هذا الإعراب في مشكل مكي ٢/ ٣٠٤.