شيئًا ما جعله الله لهم من الآيات المدركات (١) حين كانوا ينكرون آيات الله مع وضوحها عنادًا منهم، و (ما) نافية، و {مِنْ شَيْءٍ} مفعول {أَغْنَى}، ولا يجوز أن تكون (ما) استفهامية في موضع نصب بأغنى كما زعم بعضهم (٢)، لوجود المفعول في الآية وهو {مِنْ شَيْءٍ}(٣).
{قُرْبَانًا} مصدر كالكفْرانِ والغُفْرانِ، ويُسْتَعْمَلُ لكل مَا يُتَقَرَّبُ به إليه عز وعلا. وانتصابه على أنه مفعول له، وأحد مفعولي اتخذ محذوف، وهو الراجع إلى {الَّذِينَ}. والثاني:{آلِهَةً}، والتقدير: فهلا نصرهم الذين اتخذوا آلهة من دون الله تقربًا إليه جل ذكره.
الزمخشري:{قُرْبَانًا}: حال، ثم قال: ولا يصح أن يكون {قُرْبَانًا} مفعولًا ثانيًا و {آلِهَةً} بدلًا منه لفساد المعنى، انتهى كلامه (٤).
وقوله:{وَذَلِكَ إِفْكُهُمْ} الجمهور على كسر الهمزة وإسكان الفاء، أي: وذلك كذبهم وافتراؤهم، وهو ادعاؤهم أنَّ آلهتهم تقربهم إلى الله وتشفع لهم، وقرئ:{وَذَلِكَ إِفْكُهُمْ} بفتح الهمزة وسكون الفاء (٥)، وهو مصدر قولك: أَفَكَهُ يَأْفِكُهُ بفتح العين في الماضي وكسرها في الغابر أَفْكًا، أي: قَلَبَهُ وَصَرَفَهُ عن الشيء، قال:
(١) في (أ): الآيات المذكورات. وفي (ب) و (ج): الآلات المدركات. (٢) هو النحاس ١٣/ ١٥٨. ومكي ٢/ ٣٠٣. وابن الأنباري ٢/ ٣٧٢. (٣) كذا استبعده أبو حيان ٨/ ٦٥ أيضًا. (٤) الكشاف ٣/ ٤٥٠. (٥) انظر هذه القراءة بهذا الضبط دون نسبة في المحرر الوجيز ١٥/ ٣٧. ونسبها أبو حيان ٨/ ٦٦. والسمين الحلبي ٩/ ٦٧٨ إلى ابن عباس رضي الله عنهما في رواية.