قوله عز وجل:{وَإِذَا قِيلَ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَالسَّاعَةُ لَا رَيْبَ فِيهَا} قرئ: {وَالسَّاعَةُ} بالرفع عطفًا على موضع {إِنَّ}. وبالنصب (١) عطفًا على اسمها.
ويجوز في الرفع وجهان آخران أيضًا: أحدهما وهو متين: أن ترفعه بالابتداء والخبر ما بعده. والثاني وهو ضعيف: أن تعطفه على الذكر الذي في المصدر، وإنما كان ضعيفًا، لأنه غير مؤكد، والضمير المرفوع، إنما يحسن العطف عليه إذا أكد، نحو:{اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ}(٢).
وقوله:{مَا نَدْرِي مَا السَّاعَةُ}(ما) الأولى نافية، والثانية استفهامية في موضع رفع بالابتداء، و {السَّاعَةُ} خبره، والجملة في موضع نصب بقوله:{مَا نَدْرِي}.
وقوله:{إِنْ نَظُنُّ إِلَّا ظَنًّا}: قال المبرد: تقديره إن نحن إلا نظن ظنًا، فـ (إلَّا) مؤخر في اللفظ مقدم في الحكم والتقدبهـ. وقال غيره: تقديره: إن نظن إلا أنكم تظنون ظنًا (٣). وإنما احتيج إلى هذا التقدير، لأن فائدة المصدر كفائدة الفعل، فإذا لم يُقَدَّرْ حَذْفٌ صار المعنى: إن نظن إلا نظن، وهو كلامٌ
(١) جميع العشرة رَفَع (الساعة) خلا حمزة فإنه نصبها. انظر السبعة/ ٥٩٥/. والحجة ٦/ ١٧٩. والمبسوط / ٤٠٤/. والتذكرة ٢/ ٥٥٣. (٢) سورة البقرة، الآية: ٣٥. (٣) التقديران للمبرد كما في إعراب النحاس ٣/ ١٤١. وفصل بينهما مكي في المشكل ٢/ ٢٩٨.