قوله عز وجل:{وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبَادِهِ جُزْءًا} الجعل هنا بمعنى الحكم بالشيء والاعتقاد له.
وقوله:{ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا}(وَجْهُهُ) اسم ظل، و {مُسْوَدًّا} خبره، ويجوز أن يكون في {ظَلَّ} ضمير عائد إلى المُبَشَّر، وهو {أَحَدُهُمْ} في وهو اسمها، و (وجهُهُ) بدل من ذلك الضمير، و {مُسْوَدًّا} خبر ظل.
والجمهور على نصب قوله:{مُسْوَدًّا}، وقرئ:(مسودٌّ) بالرفع (١)، على أنَّ في {ظَلَّ} ضمير المُبَشَّرِ، و (وجهه مسودٌّ) ابتداء وخبر، والجملة خبر {ظَلَّ}.
وقوله:{وَهُوَ كَظِيمٌ} في محل النصب على الحال من اسم {ظَلَّ}، أو من المنوي في مسودٍ.
قوله عز وجل {أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ}: في محل (مَن) أوجه:
أحدها: في موضع نصب بإضمار فعل، أي: أتجعلون للرحمن مِن الولد مَن هذه الصفة المذمومة صفته، وهو أنه يتربى في الزينة والنعمة؟
والثاني: في موضع رفع على الابتداء، والخبر محذوف، والتقدير: كمن ليس كذلك، أَوْ وَلَدٌ له.
والثالث: في موضع جر على البدل من (ما) في قوله: {بِمَا ضَرَبَ}، وقيل: بل في موضع نصب على البدل من البنات (٢). وفي جواز البدل في
(١) كذا على أنها قراءة أيضًا في الكشاف ٣/ ٤١٥. والتبيان ٢/ ١٠٣٨. والقرطبي ١٦/ ٧٠. وهو وجه إعرابي أجازه الفراء ٣/ ٢٨. والنحاس ٣/ ٨٢. ومكي ٢/ ٢٨٢. (٢) الوجهان هنا للفراء ٣/ ٢٩.