انتصاب {مُشْفِقِينَ} على الحال، لأن الرؤية هنا من رؤية البصر، أي: خائفين وجلين من جزاء كسبهم، فحذف المضاف. {وَهُوَ وَاقِعٌ بِهِمْ} أي: الجزاء لاحق بهم، وواصل إليهم، أشفقوا أو لم يشفقوا.
وقوله:{لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ}(عند) ظرف للظرف وهو {لَهُمْ}، أي: حصل لهم عند ربهم ما يشاؤون، لا لقوله:{يَشَاءُونَ} كما زعم بعضهم (١).
قوله عز وجل:{ذَلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ}(ذلك) مبتدأ، والإشارة إلى ما أخبر به جل ذكره فما أَعَدَّهُ وَهَيَّأَهُ لعباده المؤمنين، و {الَّذِي} خبره، والتقدير: ذلك الثواب الذي يبشر الله به عباده الذين آمنوا، فحذف الجار وهو الباء كقوله:
ثم حذف الهاء وهو الراجع إلى الموصول، كما حذف في قوله:{أَهَذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولًا}(٣).
وإن شئت كان حكم {الَّذِي} حكم ما يكون مصدرًا، أي: ذلك التبشير الذي يبشره الله عباده الذين آمنوا.
وقرئ:(يَبْشُرُ) بفتح الياء وإسكان الباء وضم الشين (٤) من بَشَرَهُ،
(١) هو الحوفي كما في الدر المصون ٩/ ٥٤٩. (٢) جزء من بيت شعر تقدم مرارًا، انظر رقم (١٨). (٣) سورة الفرقان، الآية: ٤١. (٤) هذه قراءة حمزة، والكسائي، وابن كثير، وأبي عمرو كما سيأتي.