قوله عز وجل:{أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ} في {أَمْ} وجهان، أحدهما: هي المنقطعة، والثاني: هي المتصلة، وما اتصل بها مضمر، والتقدير: أيقبلون ما شرع الله من الدّبن أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله؟ و {لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ} أي: لم يأمر به.
وقوله:{وَإِنَّ الظَّالِمِينَ} الجمهور على كسر (إنَّ) على الاستئناف، وقرئ:(وأن الظالمين) بالفتح (١)، عطفًا على {كَلِمَةُ الْفَصْلِ} والتقدير: ولولا كلمة الفصل وتقدير تعذيب الظالمين في الآخرة لقضي بينهم في الدنيا، والفصل بين المعطوف والمعطوف عليه بجواب (لولا) الذي هو قوله: {لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ} سائغ في كلام القوم نظمهم ونثرهم، وقد جوز أبو الفتح فيه وجهًا آخر وهو: أنْ تكون مرفوعة بفعل مضمر، حتى كأنه قال: ووجب، أو وَحَقَّ أن الظالمين لهم عذاب أليم، تؤنسك بانقطاعه عن الأول إلى هنا قراءة الجماعة:{وَإِن} بالكسر، فهذا استئناف كما ترى لا محالة. انتهى كلامه (٢).