وانتصاب قوله:{زُمَرًا} في الموضعين على الحال، أي: جماعاتٍ، والزمر: الجماعات في تفرقه، الواحدة زمرة. قيل: هم الذين لهم صوت كصوت المزمار (١).
وقوله:{حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا} دخول الواو في قصة أهل الجَنَّة وحذفها في قصة أهل النار، قيل: هما سواء، فحذفها للضمير العائد، وإثباتها لعطف جملة على جملة. وقيل: لأن أبواب جهنم سبعة، وأبواب الجنة ثمانية. ففرق بينهما بزيادة"الواو ليكون إيذانًا بذلك. وقيل: أبواب جهنم لا تفتح إلا عند دخول أهلها فيها, لأنهم يوقفون عليها زيادة في إذلالهم وحزنهم وترويعهم، وأما أبواب الجَنَّة فمفتحة قبل مجيء أهلها إكرامًا لهم، بشهادة قوله:{جَنَّاتِ عَدْنٍ مُفَتَّحَةً لَهُمُ الْأَبْوَابُ}(٢) فلذلك جيء بالواو، كأنه قيل: حتى إذا جاؤوها وقد فتحت أبوابها، على أنَّ الواو واو الحال (٣).
(١) انظر النكت والعيون ٥/ ١٣٧. والقرطبي ١٥/ ٢٨٤. (٢) سورة ص، الآية: ٥٠. (٣) انظر في هذه الواو أيضًا: إعراب النحاس ٢/ ٨٣١. والكشاف ٣/ ٣٥٨. وزاد المسير ٧/ ١٩٩ - ٢٠٠. والقرطبي ١٥/ ٢٨٥. وقد تقدم بعض هذا الحديث عن الواو في سورة الكهف (٢٢).