الأصل ويل لنا، فحذفت اللام الأولى كراهة اجتماع المثلين.
وقرئ:(يا ويلتنا) بزيادة تاء (١)، على تأنيث الويل، كقوله:{يَاوَيْلَتَى أَأَلِدُ}(٢)، و {يَاوَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ}(٣)، فويلَةٌ كَعَيْلَةٍ (٤).
وقوله:{مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا}(من) استفهام، أي: مَن أقامنا من موضع رُقادنا؟ وعن ابن مسعود -رضي الله عنه-: (من أَهَبَّنا من مرقدنا)(٥)، أي: من أيقظنا من رقودنا، أو من موضع رقودنا؟ المرقد هنا: يجوز أن يكون مكانًا، وأن يكون مصدرًا، مِن هَبَّ مِن نومه يَهُبُّ هَبًّا، إذا استيقظ، وأَهَبَّهُ غيرُهُ يهبُّهُ إِهَّبَابًا، إذا أيقظه، وأُنشد:
وقرئ:(مَنْ هَبَّنَا) بغير همزة (٧)، وفيه وجهان، أحدهما: بمعنى أَهَبَّنَا. والثاني أراد: هَبَّ بنا، بمعنى أيقظنا، فحذف الجار وأوصل الفعل، ولَعَمري هذا هو الوجه، لأن أحدًا من أهل اللغة لم يَحْكِ -فيما اطلعت عليه - هَبَّني بمعنى أيقظني، اللهم إلا أن يكون لُغية لم نطلع عليها.
(١) هي قراءة ابن أبي ليلى. انظر مختصر الشواذ/ ١٢٥/. والمحرر الوجيز ١٣/ ٢٠٦. والقرطبي ١٥/ ٤١. (٢) سورة هود، الآية: ٧٢. (٣) سورة الكهف، الآية: ٤٩. (٤) انظر المحتسب ٢/ ٢١٣. وفيها بعض التصحيف في أوب، لكنها أصبحت في المطبوع مع الآيتين شاهدًا شعريًا، وعلق عليه محققه بأنه بيت ملفق من شطرين كل منهما ينتمي إلى بحر معين، وقال: لم أهتد إلى قائله؟ ! (٥) انظر قراءته في معاني الفراء ٢/ ٣٨٠. وجامع البيان ٢٣/ ١٦. ومعاني النحاس ٥/ ٥٠٤. والمحتسب ٢/ ٢١٤. والكشاف ٣/ ٢٨٩. (٦) لجميل بن معمر، وللبيت قصة طريفة. انظر العقد الفريد ٦/ ٢٢٧. والأمالي ٢/ ٢٦٨. والموشح/ ٢٥٧/. والمحتسب ٢/ ٢١٤. وبعد هذا البيت عدة أبيات انظرها في سمط اللآلي ٩٤٦ - ٩٤٧. (٧) قرأها أُبي بن كعب -رضي الله عنه- كما في المحتسب ٢/ ٢١٤. والمحرر الوجيز ١٣/ ٢٠٧.