الصاد (١)، من خَصَمَهُ، والقول في {يَخِصِّمُونَ} ووجوهه المقروء بها. كالقول في (يَهَدِّي) وقد ذكر في "يونس"(٢) غير أن من قرأ: (يَخْصِمُونَ) احتمل أن يكون معناه: يَخْصِمُ بَعْضُهُمْ بعضًا في أمورهم، متشاغلين في متصرفاتهم، فحذف المضاف والمفعول به. وأن يكون المعنى: يخصمون مجادلهم عند أنفسهم، فحذف المفعول به.
قوله عز وجل:{فِي الصُّورِ} الجمهور على إسكان الواو وفيه وجهان، أحدهما: القَرْنُ الذي يَنفخ فيه إسرافيل. والثاني: جمع صُوْرَةٍ، كصوف في صوفة (٣). وقيل: وَحَرَّكَهَا بعضهم (٤)، وهو حسن لقوله:{فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ}(٥).
وقوله:{يَاوَيْلَنَا} يجوز أن يكون منادى، وأن يكون منصوبًا على المصدر والمنادى محذوف، كقوله:{يَاحَسْرَةً}(٦).
وعن أهل الكوفة:(وَيْ) كلمة، و (لنا) جار ومجرور (٧). وقيل:
(١) أيضًا من المتواتر لحمزة، انظرها مع القراءات السابقة في السبعة/ ٥٤١/. والحجة ٦/ ٤١ - ٤٢. والمبسوط/ ٣٧١/. والتذكرة ٢/ ٥١٣. (٢) الآية (٣٥) منها. (٣) تقدم تخريج القولين في سورة طه (١٠٢). (٤) نسبها النحاس في الإعراب ٢/ ٧٢٦ إلى ابن هرمز، ونسبها ابن جني في المحتسب ٢/ ٢١٢ إلى قتادة، وهي قراءة الحسن وغيره كما تقدم في آية (طه) السابقة. (٥) سورة غافر، الآية: ٦٤. (٦) من الآية (٣٠) المتقدمة. (٧) انظر إعراب النحاس ٢/ ٧٢٦ - ٧٢٧. ومشكل مكي ٢/ ٢٢٩. والبيان ٢/ ٢٩٨. والتبيان ٢/ ١٠٨٤.