قوله عز وجل:(والقمرُ) قرئ: بالرفع (١)، إما بالابتداء والخبر {قَدَّرْنَاهُ}، أو بالعطف على {اللَّيْلُ} على: (وآية لهم القمر). وبالنصب (٢)، على: وقدرنا القمر قدرناه منازل، أي: وقدرنا له منازل، أو قدرنا مسيره منازل، لا بد من تقدير أحد المذكورين إما الجار أو المضاف، لأنه لا معنى لتقدير نفس القمر منازل.
فإن قلت: إذا قدرت قدرنا له، كان {مَنَازِلَ} مفعولًا به ثم حَذَفْتَ الجار وهو مراد، وإن قدرت قدرنا مسيره منازل، بم تنصبُ {مَنَازِلَ}؟ قلت: أنصبه على ثلاثة أوجه: إما على حذف الجار، أي: قدرنا مسيره في منازلَ. وإما على أنه مفعول به ثان على تضمين قدرنا معنى صيرنا. وإما على الحال، أي: ذا منازل.
وقوله:{حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ} محلْ الكاف النصب، إما على الحال من المنوي في {عَادَ}، أي: حتى رجع في دقته مشبهًا العرجون، أو على أنه خبر {عَادَ}، أي: حتى صار مثل العرجون. قيل: وهو عود العذق ما بين شماريخه إلى منبته من النخلة، والعِذق بالكسر: الكِبَاسَةُ. والشماريخ: جمع شمراخ أو شمروخ، وهو ما عليه البُسْرُ من عيدان الكِبَاسَةِ، وهو في النخل بمنزلة العنقود في الكرم، واختلف في وزنه، فقيل: هو فُعْلُولٌ والنون أصل، وليس بفُعْلُون، لأن فُعْلُونًا ليس في كلامهم.
(١) قرأها نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، ويعقوب غير رويس. (٢) قرأها الباقون: انظر السبعة / ٥٤٠/. والحجة ٦/ ٣٩. والمبسوط / ٣٧٠/. والتذكرة ٢/ ٥١٢.