قوله عز وجل:{لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أُنْذِرَ آبَاؤُهُمْ} اللام يجوز أن يكون من صلة فعله على قول من نصبه به، أي: نزله لتنذر، وأن يكون من صلة الإرسال، دل عليه:{لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ}، أي: أرسلتَ لتنذر، أو مُرْسَلٌ للنذر، وفي:{مَآ} أوجه:
أن تكون نافية، أي: لم يُنْذَر آباؤهم، أي: لم يأت آباؤهم نبي، ولا أُنزل عليهم كتاب، بشهادة قوله:{لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ}(٢)، {وَمَا أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ قَبْلَكَ مِنْ نَذِيرٍ}(٣).
وأن تكون موصولة منصوبة المحل على أنها المفعول الثاني {وَلِتُنْذِرَ}، أي: لتنذر قومًا العذابَ الذي أُنذر آباؤهم، كقوله:{إِنَّا أَنْذَرْنَاكُمْ عَذَابًا قَرِيبًا}(٤).
وأن تكون مصدرية، أي: لتنذر قومًا إنذارَ آبائهم، وفي الكلام حذف، أي: إنذارًا مثل إنذار آبائهم، كقولك: ضربته ضَرْبَ الأمير.
وأن تكون صلة، أي: لتنذر قومًا أُنذر آباؤهم.
(١) (تنزيل) عن اليزيدي كما في مختصر الشواذ/ ١٢٤/. ونسبها ابن الجوزي ٧/ ٥ إلى أبي بن كعب -رضي الله عنه-، وأبي رزين، وأبي العالية، والحسن، والجحدري. كما نسبها أبو حيان ٧/ ٣٢٣ إلى أبي حيوة، وأبي جعفر، وشيبة. (٢) السجدة، الآية: ٣. (٣) سبأ، الآية: ٤٤. (٤) آخر النبأ.