{وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ} اللام في {وَلَئِنْ} لام توطئة القسم، والقسم بعدها مضمر، وإنْ شرطية، و {إِنْ أَمْسَكَهُمَا} جواب القسم، وقد سد مسد الجوابين، و {إِنْ} بمعنى ما، وأمسك بمعنى يمسك، ومِن الأولى مزيدة لتأكيد النفي، والثانية لابتداء الغاية، والتقدير. ولئن زالتا والله ما يمسكهما أحد من بعده، أي: من بعد إمساكه إياهما. وقيل:{لَئِنْ} بمعنى لو (١)، وحكي عن بعض القراء أنه قرأ كذلك (٢).
قوله عز وجل:{جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ} انتصابه على المصدر، ولك أن تجعله في موضع الحال، أي: جاهدين، وقد ذكر نظيره في غير موضع (٣).
وقوله: {مَا زَادَهُمْ إِلَّا نُفُورًا (٤٢) اسْتِكْبَارًا فِي الْأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ} المنوي في زاد لمجيء النذير، و {نُفُورًا} مفعول به ثانٍ. وأما {اسْتِكْبَارًا} فيجوز أن يكون بدلًا من {نُفُورًا}، كأنه قيل: ما زادهم إلا استكبارًا. وأن
(١) قاله الفراء ٢/ ٣٧٠. والطبري ٢٢/ ١٤٤. (٢) هو ابن أبي عبلة كما في المحرر الوجيز ١٣/ ١٨١. والبحر المحيط ٧/ ٣١٨. (٣) تقدمت الآية في النحل (٣٨).