اللفظ. وأما النصب: فعلى الاستثناء، كأنه قيل: هل يرزقكم خالق إلا الله؟
و{يَرْزُقُكُمْ} يجوز أن يكون خبرًا، وقد ذكر، وأن يكون صفة أخرى لخالق، وأن يكون مستأنفًا، وأن يكون مفسرًا لمضمر ترفع به {مِنْ خَالِقٍ}، أي: هل يرزق خالق غير الله يرزقكم من السماء المطر ومن الأرض النبات؟ ومحله على الوجه الأول: الرفع، وعلى الثاني: إما الرفع على الموضع وإما الجر على اللفظ، وأما على الثالث والرابع: فلا محل له، فاعرفه.
وقوله:{بِاللَّهِ الْغَرُورُ} الجمهور على فتح الغين، وهو اسم الفاعل، فعول من غَرَّهُ، إذا خدعه، وهو الشيطان في قول الجمهور (١)، وقرئ بضمها (٢) وفيه وجهان، أحدهما: مصدر كاللزوم. والثاني: جمع غارّ، كقعود في جمع قاعد.
قوله عز وجل:{الَّذِينَ كَفَرُوا} محل {الَّذِينَ} إما الرفع على الابتداء وهو الجيد وما بعده الخبر، وإما النصب: إما على الوصف لقوله: {حِزْبَهُ}(٣) أو على البدل منه. وأما الجر: إما على الوصف لأصحاب السَّعير، أو على البدل منه.
قوله:{أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ}(مَنْ) يجوز أن تكون موصولة، وأن
(١) انظر جامع البيان ٢٢/ ١١٧. ومعالم التنزيل ٣/ ٥٦٥. والمحرر الوجيز ١٣/ ١٥٦. (٢) قرأها سماك بن حرب كما في معاني النحاس ٥/ ٤٣٨ واعرابه ٢/ ٦٨٥. والمحرر الوجيز ١٣/ ١٥٦ كما أضافها إلى أبي حيوة. وقال القرطبي ١٤/ ٣٢٣: قرأها أبو حيوة، وأبو السمال العدوي، ومحمد بن السميفع. (٣) من الآية (٦).