لمن قال: أزيد عندك بل هو عندي؟ حملًا على المعنى، لأن معنى الاستفهام ها هنا الإنكار، كأنه قيل: ما صددناكم قبل، وإنما قيل:{قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا} بغير عاطف، {وَقَالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا} بالعاطف، لأن استضعفوا من أول كلامهم، فجيء بالجواب محذوف العاطف على طريقة الاستئناف، ثم جيء بكلام آخر للمستضعفين فعطف على كلامهم الأول.
قوول عز وجل:{نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوَالًا وَأَوْلَادًا} انتصابهما على التمييز.
وقوله:{وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنَا زُلْفَى} قال الفراء: {بِالَّتِي} للأموال والأولاد (١). وقال غيره: هي للأولاد خاصة، وحذف خبر الأموال لدلالة الثاني عليه (٢).
وقيل التقدير: وما جماعة أموالكم ولا جماعة أولادكم بالتي، وذلك أن الجمع المكسر عقلاؤه وغير عقلائه سواء في حكم التأنيث (٣)، وعن الحسن:(باللاتي)(٤)، لأنها جماعات.
وعن بعضهم:(بالذي يقربكم)(٥)، أي بالشيء الذي يقربكم.
(١) معانيه ٢/ ٣٦٣. وحكاها عنه النحاس فى الإعراب ٢/ ٦٧٦. (٢) قول آخر للفراء كما في الموضع السابق. وهو مذهب أبي إسحاق كما في معانيه ٤/ ٢٥٥. وإعراب النحاس الموضع السابق. وانظر القول في مشكل مكي ٢/ ٢١١ دون نسبة. (٣) قاله الزمخشري ٣/ ٢٦١. (٤) انظر قراءته -رحمه الله- وهي قراءة أبي بن كعب -رضي الله عنه-، وأبي الجوزاء أيضًا- في مختصر الشواذ / ١٢٢/. والكشاف ٣/ ٢٦٢. وزاد المسير ٦/ ٤٦٠. والبحر ٧/ ٢٨٥. (٥) قراءة أيضًا ذكرها الزمخشري، وأبو حيان في الموضعين السابقين دون نسبة.