أما الرفع: فعلى الوجهين المذكورين قبيل، أي: بل صَدَّنا كرورُهُما علينا واختلافُ أوقاتهما، أو كرورُهما علينا بإغوائكم إيانا صَدَّنا، وأما النصب: فعلى الظرف، أي: صددتمونا مدة كرورهما، كقولك: أتيتك خفوقَ النجم، وصياحَ الديكة.
وقوله:{إِذْ تَأْمُرُونَنَا} يجوز أن يكون {إِذْ} معمول الكر، أي مكرهما في هذا الوقت، وأدن يكون حالًا منه إذا جعلته فاعل فعل مضمر، أي: مكرهما كائنًا في هذا الوقت، لأن ظرف الزمان يجوز أن يكون حالًا من الحدث، كما يجوز أن يكودن خبرًا عنه. وعن أبي الحسن: ارتفاع المكر على تقدير: هذا مكر الليل والنهار (٥). وجاز دخول (بل) هنا وإن لم يقل
(١) تقدم هذا الشاهد مرارًا. انظر تخريجه عند رقم (١٦). (٢) نسبها أبو الفتح ٢/ ١٩٣. وابن عطية ١٣/ ١٤١ إلى قتادة. ونسبها ابن الجوزي ٦/ ٤٥٨ إلى ابن يعمر. وهي إلى الاثنين في البحر ٧/ ٢٨٣. (٣) سورة البلد، الآية: ١٤ - ١٥. (٤) مرفوعًا قرأه سعيد بن جبير، وأبو رزين. ومنصوبًا قرأه راشد الذي كان يصحح المصاحف أيام الحجاج. انظر مصادر تخريج القراءة السابقة في المواضع نفسها. (٥) معاني الأخفش ٢/ ٤٨٤. وحكاها عنه النحاس في الإعراب ٢/ ٦٧٤.