إهلاكنا القرون في حال مشيهم، أي: مشي المنبهين على النظر والاعتبار في مساكنهم، أي: في مساكن المهلكين، أو في حال مشي الهالكين في مساكنهم، فاعرفه فإن فيه أدنى غموض.
قوله عز وجل:{إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ} الجرز في اللغة: الأرض اليابسة التي لا نبات فيها، كأنه انقطع عنها، أو انقطع عنها المطر، وفيها أربع لغات: جُرُزٌ، وجُرْزٌ، وجَرَزٌ، وجَرْزٌ، يقال: جرزت الأرض تجرز، إذا ذهب نباتها كأنها قد أكلته، من قولهم: ناقة جَروزٌ، إذا كانت تأكل كل شيء، ورجل جروز أيضًا، إذا كان يأتي على كل مأكول، قال الراجز:
ويقال أيضًا: سيف جُرُوزٌ وَجُرَازٌ، أي قَطَّاعٌ، وكذلك السنة الجَرُوزُ، ولا يقال للأرض التي لا تنبت كالسباخ: جرز، بشهادة قوله جل ذكره:{فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا}.
قوله عز وجل:{مَتَى هَذَا الْفَتْحُ}(هذا) مبتدأ و {مَتَى} خبره (٢)
(١) للشماخ، وقيل لغيره. وفي جميع المصادر (وإذا). وانظر الشاهد في جامع البيان ٢١/ ١١٤. والمحتسب ١/ ٦٠. والصحاح (حطب). والمخصص ١٥/ ١٥٩. والنكت والعيون ٤/ ٣٦٧. والإفصاح / ٣١٠/. والمحرر الوجيز ١٣/ ٤٢. (٢) في (أ) و (ط): (متى) مبتدأ. و (هذا) خبره. ويؤيد ما أثبتُّه ما جاء في مشكل مكي ٢/ ١٩٠. والبيان ٢/ ٢٦٢.