{أُخْفِيَ} على قراءة من فتح الياء، أو من المحذوف الراجع إلى {مَا} على قراءة من أسكن الياء، أو من {مَا} إذا جعلتها استفهامية منصوبة بـ (أخفي)، فاعرفه فإن فيه أدنى غموض.
والجمهور على إفراد القُرَّة لكونها مصدرًا، والمصدر جنس، والأصل في الأجناس أَلَّا تُجمع، وقرئ:(مِنْ قُرَّاتِ أَعْيُنٍ) على الجمع (١)، على جعل القرة نوعًا من كونها مضافة إلى الأعين، وهي جماعة فجمعت لذلك، يقال: قَرَّتْ عَيْنُه تَقِرُّ وتَقَرُّ قُرَّة وَقَرُورًا فيهما بمعنى، وهو نقيض سَخِنَتْ، وَسَخَنَتْهَا نقيض قَرَّتْهَا.
وقوله:{جَزَاءً} منصوب على المصدر، أي: جوزوا ذلك جزاءً، ولك أن تجعله مفعولًا له، أي: من أجل الجزاء.
وقوله:{نُزُلًا} يجوز أن يكون مصدرًا واقعًا موقع إنزال، وناصبه معنى قوله:{فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَى}، كأنه نزلهم نزلًا، أي: إنزالًا، وأن يكون جمع نازل فيكون حالًا، وقد مضى الكلام عليه في "آل عمران" بأشبع ما يكون (٢).
(١) هذه قراءة أبي هريرة - رضي الله عنه - رفعها إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، كما نسبت إلى عدة من الصحابة، انظر معاني الفراء ٢/ ٣٣٢. ومعاني الزجاج ٤/ ٢٠٧. وجامع البيان ٢١/ ١٠٥. ومعاني النحاس ٥/ ٣٠٥ - ٣٠٦. ومختصر الشواذ / ١١٨/. والمحتسب ٢/ ١٧٤. (٢) انظر إعرابه للآية (١٩٨) منها.