قوله عز وجل:{فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ} قرئ: (أُخْفِيَ) بفتح الياء (١)، على أنه فعل ماض مبني للمفعول، و {مَا} يجوز أن تكون استفهامية في موضع رفع بالابتداء، والخبر {أُخْفِيَ} مع ما اتصل به، والراجع إلى {مَا} هو القائم مقام الفاعل المنوي في {أُخْفِيَ}، والجملة في موضع نصب بـ {تَعْلَمُ}، وأن تكون موصولة منصوبة بـ {تَعْلَمُ}.
وقرئ: بإسكان الياء (٢) على أنه فعل مستقبل مبني للفاعل وهو الله سبحانه، و {مَا} إن جعلتها استفهامية كانت في موضع نصب بـ (أخفي)، أي: فلا تعلم نفس أي شيء أُخفي أنا لهم؟ والجملة أيضًا في موضع نصب بـ {تَعْلَمُ}، وإن جعلتها موصولة كانت في موضع نصب بـ {تَعْلَمُ}، ويكون مفعول (أخفي) محذوفًا وهو الذكر الراجع إلى {مَا}، والتقدير: ما أخفيه أنا لهم.
وقوله:{مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ} في موضع نصب على الحال إما من المنوي في
(١) هذه قراءة أكثر العشرة كما سوف أخرج. (٢) قرأها حمزة، ويعقوب، انظرها مع قراءة الباقين في السبعة / ٥١٦/. والحجة ٥/ ٤٦٣. والمبسوط / ٣٥٤/. والتذكرة ٢/ ٤٩٨.