و (أن) عنده منصوبة بإضمار اعلم بعد (وي)، أي: ويك اعلم أن الله يبسط الرزق لمن يشاء. وقيل معناه: أو لا يرون أن الله يبسط الرزق. وحكي أن أعرابية قالت لزوجها: أين ابْنُكَ؟ فقال: ويكِ إنه وراء البيت، أي: أما تري أنه وراء البيت؟ (١).
وذهب الكسائي وغيره: أن (وي) صلة في الكلام، والمعنى: كأن الله، أي ألم تروا أن الله (٢).
وقيل:(ويك) بمعنى: ويلك، و (أن) منصوبة بإضمار ألم تعلم (٣).
وعن قتادة:(وي كأن) بمعنى: ألم تعلم (٤)، وإلى هذا ذهب محمد بن جرير: وقال: هي بمجموعها كلمة بمعنى ألم تعلم (٥)؟ .
وقيل: الياء والكاف كلتاهما مزيدة، أي: أن الله، والمعنى: واعلموا أن الله يبسط (٦).
وقد جوز بعض المتأخرين (٧) أن تكون الكاف كاف الخطاب مضمومة إلى (وي)، وأن بمعنى لأنَّ، واللام لبيان المقول، أي لأجل القول، وكذا القول في {وَيْكَأَنَّهُ}. والضمير في (كأنه) ضمير الشأن أو الحديث، فاعرفه وخذ منه ما صفا، ودع ما كدر.
وقوله:{لَوْلَا أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا}(أن) وما بعدها في تأويل المصدر،
(١) انظر هذه القصة في معاني الفراء، وجامع البيان الموضعين السابقين. (٢) حكاها النحاس في معانيه ٥/ ٢٠٤ عن الكسائي، وهو معنى قول أبي عبيدة ٢/ ١١٢. وانظر النكت والعيون ٤/ ٢٧٠. (٣) انظر معاني الفراء ٢/ ٣١٢. ومعاني الزجاج ٤/ ١٥٦. وإعراب النحاس ٢/ ٥٥٩. (٤) جامع البيان ٢٠/ ١٢١. ومعاني النحاس ٥/ ٢٠٥. (٥) انظر جامع البيان الموضع السابق. (٦) حكاه الماوردي ٤/ ٢٧٠ عن النقاش. (٧) هو الزمخشري ٢/ ١٨٠.