قوله عز وجل:(ساحران) خبر مبتدأ محذوف، أي: هذان ساحران، أو هما ساحران، يريدون موسى ومحمد - عليهما السلام - عن ابن عباس - رضي الله عنهما -، وقيل: موسى وهارون، عن مجاهد وغيره (١)، وقرئ:(سِحْران)(٢)، على معنى: ذوا سحر، أو جعلوهما سحرين مبالغة في وصفهما بالسحر. وقيل: المراد بهما الكتابان، وهما التوراة والقرآن، أو الإنجيل والقرآن، أو التوراة والإنجيل على ما فسر وأُوِّلَ (٣). يعضد الأولى:{تَظَاهَرَا} , لأجل أن التعاون في الحقيقة إنما يكون للساحرين لا للسحرين، وينصر الثانية:{قُلْ فَأْتُوا بِكِتَابٍ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ هُوَ أَهْدَى مِنْهُمَا} يعني من الكتابين اللذين قالوا فيما سحران.
ومن قرأ:(ساحران) فالمعنى عنده هو أهدى من كتابيهما، فحذف المضاف.
وقرئ:(اظَّاهرا)(٤) وأصله: تظاهرا كقراءة الجمهور، فأدغمت التاء في الظاء بعد قلبها ظاء، ثم جيء بألف الوصل لسكون الظاء بعدها.