قوله عز وجل:{وَلَوْلَا أَنْ تُصِيبَهُمْ} لولا هذه امتناعية، وأنْ وما اتصل بها في موضع رفع بالابتداء، وخبره وجوابها كلاهما محذوف، وهو ترك إرسال الرسول عليه الصلاة والسلام، أعني الجواب.
وقوله:{فَيَقُولُوا} عطف على {أَنْ تُصِيبَهُمْ}.
وقوله:{لَوْلَا أَرْسَلْتَ} هذه تحضيضية، أي: هلَّا أرسلت.
وقوله:{فَنَتَّبِعَ} منصوب على جواب التحضيض، وهو بمعنى الأمر. أعني: التحضيض، أي: أرسل إلينا رسولًا فنتبع، والأصل: إن ترسلْ نتبعْ، والمعنى: ولولا أنهم قائلون إذا عوقبوا بسبب مأ قدموه من الشرك والمعاصي: هلا أرسلت إلينا [رسولًا] محتجين علينا بذلك لما أرسلنا إليهم رسولًا، أو لما احتجنا إلى إرسال الرسل، كقوله:{لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ}(٣).