أرسلته معي صدقني. وقيل: بل أسكن القاف تخفيفًا لكثرة الحركات (١)، والوجه هو الأول. وبالرفع (٢)، على أنه صفة لقوله:{رِدْءًا}، أي: ردءًا مصدقًا لي، ووجه تصديق هارون لموسى - عليه السلام - إظهاره البرهان الدال على صدق موسى، أو على أنه حال من المنوي في، {رِدْءًا}، أو من الضمير المنصوب في {فَأَرْسِلْهُ}، فيكون حالًا بعد حال.
قوله عز وجل:{سَنَشُدُّ عَضُدَكَ} الجمهور على فتح العين وضم الضاد، وقرئ:(عُضْدك) بضم العين وإسكان الضاد (٣). وقال أبو الفتح: فيها خمس لغات: عَضُدْ، وعَضْد، وعُضُد، وعُضْد، وعَضِدْ، وأفصحها وأعلاها عَضُد بوزن رَجُل، وعَضْد مسكن من عَضُد، وعُضْد منقول الضمة من الضاد إلى العين، وعُضُد بالضمتين جميعًا كأنه تثقيل عُضْد، انتهى كلامه (٤).
وقوله:{فَلَا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا بِآيَاتِنَا} فيما يتعلق به {بِآيَاتِنَا} أوجه:
أحدها: من صلة قوله: {فَلَا يَصِلُونَ} أي: فلا يصلون إليكما بسبب آياتنا، أي: تمتنعان منهم بآياتنا.
والثاني: من صلة (سلطان) على معنى: غلبتُكما وتسلطُكما بآياتنا.
والثالث: من صلة قوله: {وَنَجْعَلُ}، أي: ونجعل لكما بآياتنا
(١) انظر هذا القول في البيان ٢/ ٢٣٣. (٢) هي قراءة عاصم، وحمزة. انظرها مع قراءة الباقين في السبعة / ٤٩٤/. والحجة ٥/ ٤٢١. والمبسوط / ٣٤٠/. (٣) بهذا الضبط رويت عن الحسن كما في البحر ٧/ ١١٨. والدر المصون ٨/ ٦٧٨. وحكاها أبو الفتح ٢/ ١٥٢ دون ضبط. ولم يذكر ابن عطية ١٢/ ١٦٧ إلا ضم العين. (٤) المحتسب الموضع السابق.