والثاني: أنها نشأت من الإشباع. وهو رَفْعٌ بالابتداء و {بُرْهَانَانِ} خبره، وحذفت ألف (ذا) لأجل دخول ألف التثنية.
وقوله:{مِنْ رَبِّكَ} في موضع الصفة لـ {بُرْهَانَانِ}.
وقوله:{إِلَى فِرْعَوْنَ} من صلة محذوف، وذلك المحذوف حال من المخاطب، أي: مرسلًا بهما إلى فرعون، وقيل: التقدير: اذهب بهما إلى فرعون. وقيل: أرسلناك بهما إلى فرعون.
قوله عز وجل:{وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا}(هارون) عطف بيان، و {لِسَانًا} تمييز.
وقوله:{فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا} منصوب على الحال من الضمير المنصوب في {فَأَرْسِلْهُ} , أي: معينًا. يقال: أردأه بشيء، إذا أعانه، ويقال أيضًا: رَدَأَه يَرْدَؤه بالفتح فيهما رِدْءًا، وتَرْكُ الهمز فيه تخفيفٌ وقد قرئ به (١).
وقد جوز أن يكون ترك الهمز من الزيادة، يقال: رديت على الخمسين وأرديت، أي: زدت. على معنى: أرسله معي زيادة (٢).
أبو علي: وحكى الحسن (رَدًّا)، وحمله على أنه فَعْلٌ من رددت، أي: يَرُدُّ عني (٣).
وقوله:(يُصَدِّقْني) قرئ: بالجزم (٤)، على معنى الجزاء، أي: إن
(١) أي (ردًا) وهي قراءة أبي جعفر، ونافع. انظر السبعة / ٤٩٤/. والحجة ٥/ ٤٢٠. والمبسوط / ٣٤٠/. والتذكرة ٢/ ٤٨٤. (٢) انظر النكت والعيون ٤/ ٢٥٣. والمحرر الوجيز ١٢/ ١٦٧. (٣) الحجة ٥/ ٤٢١. (٤) هذه قراءة أكثر العشرة كما سوف أخرج.