مبتدأ، أي: إنذارنا، أو ذلك ذكرى. والثاني: في موضع نصب، وفيه ثلاثة أوجه:
أحدها: مصدر مؤكد لقوله: {مُنْذِرُونَ} حملًا على المعنى، لأن معنى هل نحن منذرون، هل نحن مذكورون ذكرى؟ [أي: تذكرة]، ولم تنصرف لأن فيها ألف التأنيث.
والثاني: في موضع الحال من الضمير في {مُنْذِرُونَ}، أي: ينذرونهم مذكرين أو ذوي تذكرة.
والثالث: مفعول له، أي: ينذرونهم لأجل الموعظة والتذكرة، والمعنى: وما أهلكنا من أهل قرية، إلا بعد الإنذار والتذكير.
وقوله:{وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ} روي عن الحسن البصري: (الشياطون)(١)، قال الفراء: غلط الشيخ في قراءته: (الشياطون) ظن أنها النون التي على هجاءين، وأنكره أيضًا أبو إسحاق، وأبو الفتح (٢)، ولعمري صدقوا فيما قالوا وزعموا، ولا يجوز القراءة به لمخالفته الإمام مصحف عثمان - رضي الله عنه -، مع عدم وجهه من جهة العربية عند جمهور النحاة.
(١) انظر هذه القراءة في معاني الفراء ٢/ ٢٨٥. ومعاني الزجاج ٤/ ١٠٣. وجامع البيان ١٩/ ١١٨. وإعراب النحاس ٢/ ٥٠٣. والمحتسب ٢/ ١٣٣. (٢) انظر المواضع السابقة من كتبهم.