قوام لا محالة، وإذا كان كذلك فليس في الخبر الذي هو معتمد الفائدةِ فائدة (١).
والجمهور على فتح قاف قوله:{قَوَامًا}، وهو الاعتدال في الأمر، ومنه قولهم: جارية حسنة القَوام، إذا كانت معتدلة الطول والخلق، وقرئ:(قِوامًا) بكسرها (٢)، وهو ملاك الأمر ونظامه وعماده، يقال: فلان قوام أهل بيته، وهو الذي يقيم شأنهم، والمعنى: وكان إنفاقهم بينهما ملاكًا لأمرهم ونظامًا له.
قوله عز وجل:{وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا}(يلق) جواب الشرط، والأثام جزاء الإثم، والإثم: الذنب، وقد أثم الرجل بالكسر يأثم إثمًا، إذا وقع في الإثم. وقيل: الأثام الإثم، وهو على حذف مضاف، أي: يلق جزاء أثام (٣).
وقوله:{يُضَاعَفْ} قرئ: بالجزم (٤)، على البدل من {يَلْقَ}، لأنهما في معنى واحد، وذلك أن تضعيفَ العذاب لَقْيُ الأثام، والفعل يُبْدَلُ من الفعل، كما أن الاسم يبدل من الاسم.
(١) الكشاف ٣/ ١٠٤. (٢) قرأها حسان بن عبد الرحمن كما في مختصر الشواذ / ١٠٥/. والمحتسب ٢/ ١٢٥. والمحرر الوجيز ١٢/ ٤١. (٣) انظر معاني الزجاج ٤/ ٧٦. ومعاني النحاس ٥/ ٥١. (٤) أكثر القراء على الجزم كما سيأتي.