قوله عز وجل:{وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ}(شهداءُ) اسم كان و {لَهُمْ} الخبر، و {أَنْفُسُهُمْ} بدل من {شُهَدَاءُ}، ويجوز في الكلام نصب {شُهَدَاءُ} على خبر كان و {إِلَّا أَنْفُسُهُمْ} اسمها، ونصب {إِلَّا أَنْفُسُهُمْ} على خبر كان أو على الاستثناء.
وقرئ:(ولم تكن) بالتاء النقط من فوقه (١)، لأن الشهداء جماعة كالأعراب في قوله:{قَالَتِ الْأَعْرَابُ}(٢) أو لأنهم في معنى الأنفس التي هي بدل منهم.
وقوله:{فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ} الشهادة مصدر شهد يشهد، وهو مضاف إلى الفاعل، وفي رفعه وجهان، أحدهما: مبتدأ والخبر محذوف، أي: فعليهم شهادة أحدهم. والثاني: خبر مبتدأ محذوف، أي: فالواجب شهادة أحدهم، أي: أن يشهد أحدهم أربع مرات.
وانتصاب قوله:(أَرْبَعَ)(٣) على المصدر لكونه في حكم المصدر بإضافته إليه، والعامل فيه المصدر الذي هو {فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ}، و {بِاللَّهِ} من صلة {شَهَادَاتٍ} أو من صلة {فَشَهَادَةُ} على تقدير إعمال الثاني أو الأول على المذهبين، فإن جعل من صلة الثاني - وهو مذهب أهل البصرة للقرب - حذف من الأول لدلالة الثاني عليه، والتقدير: فشهادة أحدهم بالله أربع شهادات بالله.
(١) ذكرها ابن خالويه / ١٠٠/ عن بعضهم. ونسبها ابن الجوزي ٦/ ١٥ إلى أبي المتوكل، وابن يعمر، والنخعي. (٢) سورة الحجرات، الآية: ١٤. (٣) أكثر العشرة على نصب (أربع) وقرأ حفص عن عاصم، وحمزة، والكسائي، وخلف: (أربعُ) بالرفع. انظر السبعة ٤٥٢ - ٤٥٣. والحجة ٥/ ٣١٠. والمبسوط ٣١٦ - ٣١٧.