قوله عز وجل:{لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ} في موضع النصب على النعت لإله، قيل: وهي صفة لازمة للإله [الذي] يعبد مع الله، لأنه يستحيل أن يكون عليه برهان، فمن حقيقته أنه لا برهان عليه، فهو من الصفات التي لا تنفك عنها، وقال الزمخشري: يجوز أن يكون اعتراضًا بين الشرط والجزاء، انتهى كلامه (١).
وقوله:{فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ} جواب الشرط ليس إلا، ومن زعم أن الجواب هو {لَا بُرْهَانَ لَهُ} فهو بمعزل من المعرفة، عارٍ عن العربية، جاهل بكلام العرب، مفتر على الله، لا يحل الأخذ عنه ولا القراءة عليه ما دام مصرًا عليه (٢).
وقوله:{إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ} الجمهور على كسر الهمزة على الاستئناف، وقرئ:(أنه) بفتحها (٣)، وفيه وجهان:
والثاني:(أنه) هو الخبر، والأصل: حسابه أنه لا يفلح هو، فوضع {الْكَافِرُونَ} موضع الضمير لأن (مَن يَدعُ) في معنى الجمع، وكذلك (حسابه
(١) الكشاف ٣/ ٥٨. (٢) رد هذا الوجه أيضًا ابن عطية ١١/ ٢٥٩. وأبو حيان ٦/ ٤٢٥. والغريب من محقق المطبوع أنه نسبه إلى أبي البقاء ٢/ ٩٦٢. وأبو البقاء براء منه، إذ لم يذكر في هذا الموضع المشار إليه إلا الوجه الأول. (٣) قرأها الحسن، وقتادة، وعيسى. انظر مختصر الشواذ / ٩٩/. والمحتسب ٢/ ٩٨/. والمحرر الوجيز ١١/ ٢٥٩.